الغدد الجار درقية هي عبارة عن 4 غدد (عادة) صغيرة جدا موجودة في العنق مباشرة خلف الغدة الدرقية. وبالرغم من قربها، فلا علاقة لها بالغدة الدرقية من ناحية وظيفية. وهي تفرز هرمون الباراثورمون (Parathyroid Hormone) الذي وظيفته المحافظة على مستوى الكالسيوم والفوسفور في الدم. وهي تؤثر على العظام، والأمعاء، والكلى للتحكم في مستوى الكالسيوم. يلعب الكالسيوم دورا مهما في نمو العظام والأسنان، وله وظائف خلوية أخرى مهمة. وقد تصيب هذه الغدد لدى الإنسان مشكلتان رئيسيتان:

1. نقص إفراز هرمون الباراثورمون: تكون أعراض النقص عادة وخزا وتنميلا في الأطراف والفم، وضعفا عاما، وبعض الأحيان ألما وتشنجا في الساق. أما أسباب نقص إفراز الهرمون فقد تكون مشكلة في الغدة منذ الولادة، ولكنها مشكلة نادرة، أما أهم سبب لنقص إفراز الهرمون هو إزالتها جراحيا. وأكثر عملية تؤثر عليها هي عملية استئصال الغدة الدرقية. ولأن الغدد الجاردرقية تكون عادة ملاصقة للغدة الدرقية، ولصغر حجمها فإنها في بعض الأحيان تستأصل مع الغدة الدرقية سواء بقصد أو دون قصد. لذلك من المهم أن تكون لدى الجراح الذي يجري عمليات الغدة الدرقية الخبرة الكافية للحفاظ على الغدد الجاردرقية. وعلى عكس أمراض الغدة الدرقية، فإن الغدد الجاردرقية لا يمكن تعويض الهرمونات التي تفرزها عن طريف الفم. ويكون العلاج الوحيد بالتعويض عن طريق تناول حبوب الكالسيوم وفيتامين (د) مدى الحياة، وعادة ما تكون هذه العلاجات صعبة ومزعجة.

2. فرط إفراز هرمون الباراثورمون: في هذه الحالة تكون هناك زيادة في إفراز الهرمونات، وهذا ناتج عن تضخم في إحدى أو جميع الغدد الأربعة. وتصيب هذه الحالة عادة المرضى فوق سن الخمسين. وتؤدي زيادة الهرمونات إلى زيادة مستوى الكالسيوم في الدم. أما الأعراض فتكون إحساسا عاما بالضعف أو الاكتئاب. لكن أهم مشاكلها أنها قد تؤدي إلى ترقق العظام والكسور، وحصوات في الكلى، وارتفاع ضغط الدم، وضعف عضلة القلب. إذا كانت زيادة الإفراز بسيطة فقد تحتاج الحالة إلى متابعة فقط. ولكن في كل الحالات الأخرى يفضل إجراء عملية جراحية لاستئصال الغدة أو الغدد المتضخمة، وهي عملية سهلة إذا كان الجراح خبيرا في مثل هذه العمليات.