ما هي الغدد اللمفاوية؟

يحتوي جسم الإنسان على شبكة من الغدد اللمفاوية والأوعية اللمفاوية المتصلة ببعضها البعض. وهي جزء من جهاز المناعة. والغدد اللمفاوية عبارة عن عقد في هذه الشبكة، وظيفتها تصفية المواد الضارة التي تمر فيها مثل الجراثيم والقضاء عليها. توجد في جسم الإنسان المئات من الغدد اللمفاوية، وهي موزعة في مناطق متعددة مثل الرقبة والإبط وداخل الصدر والبطن.

تضخم الغدد اللمفاوية

يرافق تضخم الغدد اللمفاوية الكثير من المشاكل في الجسم مثل الالتهابات والأورام. فهي تصفي الجراثيم، أو الخلايا السرطانية وتحاول القضاء عليها. ولذلك تتضخم. ولا يعطي تضخمها صورة واضحة عن السبب، ولكن يدل على وجود مشكلة. وتقع على الطبيب مهمة الكشف وعمل الفحوصات لمعرفة سبب المشكلة. قد يكون التضخم واضحا للمريض، في حال كانت الغدد المصابة في منطقة سطحية مثل الرقبة أو الإبط، وقد تكون غير واضحة إذا كانت في مناطق داخلية مثل الصدر والبطن. وفي هذه الحالة تحتاج إلى صور لتشخيصها.

وهنا سوف أشرح قليلا عن أهم سببين لتضخم الغدد اللمفاوية، وهي الالتهابات والأورام:

1. الالتهابات:

تعتبر الالتهابات من أكثر أسباب تضخم الغدد اللمفاوية. مع أن الناس عادة يقلقون من تضخم الغدد لظنهم أن سببها الأورام، ولكن في معظم الأحيان يكون هناك التهاب مؤقت وبالتالي يكون تضخم الغدد مؤقتا. الالتهابات عادة تسببها الجراثيم، البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات. وهذه الجراثيم تبقى في الغدد وتؤدي إلى تضخمها إلى أن يقضي الجسم عليها. و تعود الغدد عادة إلى حجمها الطبيعي بعد أيام أو أسابيع من زوال هذه الجراثيم. ومن الأمثلة على ذلك تضخم الغدد في الرقبة مع التهاب الأسنان أو بعض الحميات، خصوصا عند الأطفال. وهناك ما يسمى بالعامية (الحيلة) التي تكون مصاحبة لجرح أو التهاب في الرجل أو اليد.

2. الأورام:

هناك طريقتان لظهور الأورام في الغدد اللمفاوية:

1. قد يبدأ الورم في الغدد اللمفاوية، وهذا الورم يسمى اللمفوما (Lymphoma). وفي هذه الحالة قد يصيب الورم بعض الغدد في منطقة واحدة، مثل الرقبة، أو قد يصيب الغدد في أماكن كثيرة من الجسم.
2. قد يبدأ الورم في مكان آخر ومن ثم ينتشر إلى الغدد اللمفاوية. وهذه الطريقة أكثر شيوعا من الطريقة الأولى. فمن المعروف أن الأورام قد تنتشر من مكان لآخر. فإذا دخلت خلايا من الورم إلى الغدد اللمفاوية، فإن معظمها يتم القضاء عليه، لكن بعض الخلايا قد تبقى وتسبب تضخما في الغدة. وفي حالات الأورام، فإن الغدد التي تصاب عادة تكون قريبة من مكان الورم الأصلي. فمثلا في أورام الثدي تكون الغدد التي في الإبط أكثر عرضة للإصابة من غيرها ولذلك يتم فحصها دائما. وفي أورام الفم تصاب عادة غدد الرقبة.

كيف تشخص أسباب التضخم؟

كما ذكرت سابقا توجد عدة أسباب للتضخم. وعادة يستطيع الطبيب، ومن خلال السيرة المرضية وشكوى المريض معرفة سبب التضخم. وإذا كان الطبيب متأكدا من سبب التضخم، كالتهاب فيروسي مثلا، فقد لا يحتاج إلى فحوصات أخرى. ولكن في كثير من الأحيان يجب إجراء بعض الفحوصات، وهذه الفحوصات قد تكون بصورة فحوصات دم أو صور. وفي بعض الأحيان يجب فحص الغدة في المختبر لمعرفة سبب تضخمها. وهذا يسمى بالخزعة أو العينة الجراحية، وهذا يتم بطريقتين: أولا عن طريق إبرة صغيرة يأخذ الطبيب من خلالها بعض الخلايا أو الأنسجة من الغدة اللمفاوية ويتم التشخيص من خلالها. الطريقة الثانية هي عن طريق استئصال الغدة جراحيا وإرسالها كلها إلى المختبر. ولكل حالة طريقتها المثلى في إجراء الخزعة.

استئصال الغدد اللمفاوية:

في بعض الأحيان يتم استئصال الغدد اللمفاوية كجزء من علاج الورم. ففي أورام الثدي مثلا، تزال الغدد التي في الإبط إن كانت مصابة في نفس وقت إزالة الورم الأصلي. ولكن ليست كل الأورام كذلك، ففي بعض الأورام، خصوصا التي انتشرت في أماكن أخرى من الجسم، فلن تفيد إزالة الغدد المصابة بأي شيء.

إن إزالة الغدد اللمفاوية من منطقة ما لا تؤدي إلى أي خلل وظيفي في الجسم. ولكن قد تتأثر المنطقة المصابة نفسها بعدم قدرتها على التخلص من السوائل الزائدة، مما قد يؤدي الى تجمع السوائل وتضخم الأطراف. وقد يؤدي كذلك إلى زيادة احتمالية الإصابة بالالتهابات في المنطقة أو الطرف. ولكن في معظم الأحيان لا تؤثر إزالة الغدد اللمفاوية على الجسم.

إذا كان عندك أية أسئلة أو استفسارات, يمكنك المراجعة في العيادة  للإستشارة. ت:4617320