تتأثر حلمة الثدي بعدة عوامل، إما من الثدي نفسه أو من عوامل خارجية، كمرطبات البشرة والملابس الداخلية وأمور أخرى. لذلك تعتبر تغيرات الحلمة شائعة الحدوث. إن معظم مشاكل الحلمة بسيطة وسهلة العلاج، ولكن في بعض الأحيان تحتاج إلى علاج جراحي. من أهم مشاكل حلمة الثدي التالي:

1.     انقلاب الحلمة: في هذه الحالة تكون الحلمة غير بارزة كما هو الحال في الوضع الطبيعي، بل تكون مسطحة أو غائرة للداخل. وقد تكون هذه المشكلة موجودة منذ سن البلوغ أي من وقت نمو الثدي، أو قد تحدث في أي وقت لاحق في الحياة. وتسبب هذه الحالة مشكلتين لدى المريضة. أولا مشكلة شكلية أو جمالية، والمشكلة الثانية هي صعوبة الرضاعة. وتقسم هذه الحالة إلى 3 درجات.

في الدرجة الأولى يكون انقلاب أو تراجع الحلمة مؤقتا، ويمكن علاج هذه الحالة بإبراز الحلمة عن طريق الضغط اليدوي أو باستخدام مضخات خاصة للحلمة. أما في الدرجة الثانية والثالثة فلا يمكن إبراز الحلمة يدويا، وذلك لأن قنوات الحليب تكون قصيرة أو قد تكون هناك ألياف تسحب الحلمة للداخل. لذلك يعتبر الحل الجراحي لإبراز الحلمة هو الحل الأمثل في هذه حالات. وتعتبر هذه العملية بسيطة نسبيا، إذ يمكن إجراؤها في عيادة الطبيب تحت التخدير الموضعي. ويتم عادة إجراء هذ العملية بطريقتين. ومن المهم أن تتم العملية لدى صغيرات السن دون قطع قنوات الحليب كي تتمكن المريضة في المستقبل من الإرضاع بشكل طبيعي. كما من المهم جدا أن تقوم المريضة التي تحدث لديها هذه الحالة وقد تجاوزت سن الـ 40 أو الـ 50 عاما، وخصوصا إذا كانت التغيرات في جهة واحدة، أن يتم تصوير الثدي للتأكد من عدم وجود مسببات ممكن علاجها، كالتهابات أو أورام الثدي.

2.     تشقق أو تقرح الحلمة: السبب الأساسي لهذه التغيرات هو الالتهابات والحساسية. قد تحدث الالتهابات خلال الرضاعة أو بدون رضاعة، وقد تحدث الحساسية في الحلمة بسبب احتكاك الملابس الداخلية أو استخدام بعض المستحضرات مثل البودرة أو الكريمات. في هذه الحالة عادة ما تكون هناك حكة في الحلمة. ولكن في بعض الأحيان يكون سبب التقرح هو سرطان الثدي. لذلك إذا كانت هذه التغيرات مستمرة ولم تتحسن، خصوصا إذا كانت في جهة واحدة فيجب مراجعة الطبيب المختص للتأكد من سلامة الثدي. فإذا تم التأكد من سلامة الثدي فإن العلاج يكون عادة باستخدام الأدوية والمراهم المناسبة.

3.     إفرازات من الحلمة: وفي هذه الحالة تكون المشكلة عادة في الثدي لا في الحلمة نفسها. راجعي مقالتي السابقة حول إفرازات حلمة الثدي.

أسباب تغيرات الحلمة

من أهم أسباب التغيرات المذكورة سابقا التالي:

1.     التهابات الثدي أو الحلمة

2.     توسع قنوات الحليب، وهذه تحدث لدى الكثير من النساء، وخصوصا المدخنات.

3.     عمليات سابقة في الثدي

4.     سرطان الثدي: قد يؤدي سرطان الثدي إلى انقلاب الحلمة وعادة يكون في جهة واحدة فقط. ويوجد نوع نادر من سرطان الثدي قد يؤدي إلى تشقق أو تقرح في الحلمة مع حكة. لذلك فإن وجود هذه الأعراض يستوجب مراجعة الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود مشكلة في الثدي نفسه.

الفحوصات المطلوبة

في بعض الأحيان، وخصوصا لدى صغار السن، فإنه لا داعي لأجراء أية فحوصات. ولكن في العمر المتقدم، وخصوصا إذا كانت هناك أعراض أخرى، فيجب إجراء فحوصات للتأكد من عدم وجود مشكلة في الثدي. أهم هذه الفحوصات هي صورة الماموغرام وصورة السونار (الألتراساوند) للثدي. في بعض الأحيان يجب عمل صورة شعاعية لقنوات الحليب للتأكد منها. وفي بعض الحالات يتم أخذ خزعة من الثدي أو الحلمة للتأكد من التشخيص.

وفي النهاية، أنصح بمراجعة الطبيب المختص إذا حصلت هناك تغيرات جديدة في الحلمة للتأكد من سببها. وفي معظم الحالات يكون العلاج بسيطا. وقد يتطلب الأمر إجراء عملية في بعض الحالات التي تستوجب ذلك.

إذا كان عندك أية أسئلة أو استفسارات, يمكنك المراجعة في العيادة  للإستشارة. ت:4617320